الخميس، 25 ديسمبر 2008

زيارة عابرة..!!

كـانَ بي افتقادُ العاشقين ، بل أكثر ،،لستُ أدري لكنّهم هكذا يقولون أنّ للمحبين اشتياقٌ لا يُوصَف ، لذا سأكتفي بقولي كنتُ مشتاقة ٌ جدا ً لرؤيتـِه ، و مـُـتَعطّشـة ٌ للحديث ِإليه. ذلكـَ الساحر كلـّما نظرتُ إليه ِازددت ُحيرة ًو ازددت ُحبا ً !
كـانَ يوما ًهادئا ً،دُعوتُ فيه لحفل خطوبة أحد أقربائي،، لم تكن بي رغبة ٌ قوية لحضور جمـْع ليسَ قليل من النساء الثرثارات ، ولم يكن لدي في ذلكـ الحين أدنى استعداد لكي أعودَ إلى البيت برأس ٍ مـُثقـَـل و جعبةٍ مـَلأى بحكايا نساء ٍتدورُ في حلقة ٍمـُفرَغــة . كـانَ عليَّ أن أدركـَ مـُـسبقا ً أني بذهابي سأجني على نفسي كما فعلت براقش !
و كانَ عليّ أن أذهب بشهيـّـة كما أفعل أحيانا ً،،و رفقا ً بي قررتُ ألا ّ أذهب فلست ُ ممن يجيدون تصنـّع المزاج الجيّد في وقت سوئـه ..
هنـاكـ
ذهبت
لأني علمت بأنه هناكـ
ذهبت ُ بخطوات ٍ واثقة ٍ إليه
كـانت بهجتي به تشبهُ بهجة العروسين
لقـــاءٌ عابـر
لكنـه كانَ يعني لي الكثير
وقفت ُ أمامـَه ،، استمعت ُ باهتمام ٍ إلى صوته
صوته كـانَ قويا ًلا يشوبه ضجيجُ الصيف،،و نقيـّـا ً إلا من صوت أمـــل
،،
لا أحـد كانَ هناكـ
سوى فتاة ٍهادئـة،لم تـُزعجنا
كانت ساكتة ولا تتحركـ أو أنها كانت متجمـّـدة
أو أنها كانت تحكي للبحـر حكاياها و أنا لم آبـه و لم أسمع
أو ربما كانت تسبَـح فيه حتى كادت تغرق و أنا لم أدركها
لا أدري
ربما كانت تلك الفتاة في تلكـَ الساعة التي تسبق الغروب واقفة ً على شبّاك ِ غرفتها أو في بيت ِ جارتـِها أو ربما كانت حينها نائمة!
لا أدري!
لا أحـد كـانَ هنـاكـ ،، حتى أنا
لا أحد كان هناكـ سوى جسدي المتجمّد و قدمايَ الخفيفتان و أمَــــــل
حدّثتني طويلا ً،، كنتُ مؤمنة بكل شئ تحدّثتْ به عن أنّ الحياة جميلـة
و أنا كنت مُحدّقة به
بزرقتـِه التي لم تكن يومها تشبه لونا ً على الإطلاق
كانَ لونا ًمـُستحدَثـا ً،،لا أزرقَ ولا أخضرَ ولا رماديا ً
لا أستطيع وصفه
سافرَ بي إلى مكان ٍ بعيد إلى حيث ُ أنعمُ بهدوء ٍ شاف ٍ و ليلة ٍ قديمة ٍ جميلة
لقد فتـّـشت ُ عن كلّ الأشياء ِ الجميلة فيه
حتى اغرَورَقت عيناي

شئ ٌ من حديثنا..

أذكـُـر ،، و أنا صغيرة وضعت ُ أمنيتي في زجاجة و ألقيتـُـها
و الآن في عمر ِ العشرين جئت ُ ألقي بأشيائي الثقيلة !
لن أفعل ،،أعدكـ سأعود أستودعكـَ كلَّ أشيائي الجميلة
أتعلـَـم
في يوم ربما سآتيكـَ اثنين ،،واحد هو أنـا التي لم تأت ِإليكـَ اليوم و آخر ذاكـَ الذي حدّثتني عنه،،
أتذكـُـرين لقد قلت ُلك ِ سيجد أحدهم الزجاجــة يوما ً ما
و ستأتي به الأقدارُ إليكـ ِ
لن تثقلكـ ِ بعدها الحياة
و قلت : لا حاجة لكـ ِ بعدَها إلي
سيتحدّث طوال الوقت إليكـ ِ
سيغارُ عليكـ
ستحبينه أكثر مني و ستنسين تحيتكـ ِ المعهودة و ستشتاقين إليه و ...
،،
هه..!! تذكّرت ،، لكني سأظلُ أحبُّـكـ
،،
بمَ تفكـّرين الآن ؟!
هوَ لن يحبَني أكثرَ منك
،،
حقا ً،،و لماذا متأكـّـدة ؟!!
،،
أقصد ربّمـا..
،،
دعكـَ من هكذا مسألة لا أفكر بها الآن
،،
حسنا ً... و أنت ِ ؟
،،
فتـّشتُ عني الآن
،،
و ماذا ؟!
،،
وجدتـُها في قاع القاع
،،
تـَـغرق؟!!
،،
لا ،، نور لا تغرق !
،،
و ماذا ؟
،،
تحب الهدوء.....بعمقكـ
،،
وَاهْـ
::::
أمــــل : نـور
،،
نعم
،،
ما رأيكـ ؟
،،
تـَـوسـّـمي في الله الخير
،،
حسنا ً ،، هيـّا نعود
،،
هيـّا بنا
..

الثلاثاء، 16 ديسمبر 2008